الزهراء و الجهاد :
لقد كان وجود فاطمة الزهراء رضي الله عنها في قلب المعركة بين الكفر و الإيمان منذ طفولتها، و هو ما جعلها تحيا حياة جادة فلقد نشأت نشأة جادة..و أول مشاركة لها بعد زواجها الجهاد في غزوة أُحُد ، بعدما تأكد لها عزم قريش على الإنتقام من النبي صلى الله عليه و سلم و من آل بيته و أصحابه...
و خرج الكفار للقاء المسلمين و في صدورهم الحقد الدفين،و خرج المسلمون في شوال سنة ثلاث للهجرة.و خرج عدد من النساء ليس قليلاً لمشاركة الرجال في الجهاد و كان من بينهم الزهراء رضي الله عنها...
و بدأت المعركة بين الحق و الباطل بين النور و الظلام ..و شاركت الإبنة البارة رضوان الله عليها بقية النسوة المسلمات في تضميد الجراح، و إعداد الأدوية و نقل الشهداء إلى الجبهات الخلفية،و تهيئة الأطعمة و الأشربة... و انتهت المعركة برفع راية النصر للمسلمين...و عاد الكفار و الحسرة تملأ قلوبهم و لم يستطيعوا أسر رجل واحد من المسلمين ...و هكذا نجد ان فاطمة الزهراء كانت في موقع الأحداث مجاهدة في سبيل الإسلام و في إخماد نار الكفر الآثمة...
مولد السبطين الحسن و الحسين رضي الله عنهما :
في النصف من شهررمضان سنة ثلاث من الهجرة، استقبلت الزهراء رضي الله عنها،مولودها الأول.. و زف الخبر السعيد إلى ابيها صلى الله عليه و سلم ،فمشى إليها تملأه الغبطة ، حمل وليدها بين ذراعيه الكريمتين و تلا الآذان في مسامعه...
يقول علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: (( لما ولد الحسن جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:أروني إبني ،ما سميتوه؟)).
قلت : ((سميته حرباً،فقال رسول الله:لا بل الحسن)).و احتفل النبي صلى الله عليه و سلم بمولده،فصنع عقيقة يوم سابعه،و حلق شعره وتصدق بزنة شعره فضة.
كان الحسن رضي الله عنه أشبه خلق الله بالرسول صلى الله عليه و سلم في وجهه.
فقد روى الزهري عن أنس قال: (( الحسن أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس،و الحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه و سلم ما أسفل من ذلك )).
و كان رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم يحبه حباً شديداً و ربما جاء رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ساجد في الصلاة فيركب على ظهره ، و يقره على ذلك و يطيل السجود من أجله،و ربما أصعده على المنبر...
عن البراء رضي الله عنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم واضعاً الحسن بن علي على عاتقه،و هو يقول: (( اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه))..
في شهر شعبان سنة أربع من الهجرة،وضعت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وليدها الثاني الحسين رضي الله عنه،طارت البشرة السارة الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فهرول المصطفى صلى الله عليه و سلم إلى بيت الزهراء و حمل الوليد بين ذراعيه الكريمتين و أذن صلى الله عليه و سلم في أذنه..ثم سأل علي كرم الله وجهه: (( ما سميتموه؟)).فأجاب علي كرم الله وجهه : (( سميته حرباً.فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم بل هو حسين)).و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مع حفيديه في قمة العطف و الحنان و الكرم و الرحمة...
يتبع....