نحيفو الجسم من الخارج بدناء... من الداخل !

صحّ القول بأن الداخل هو المهم لوجب علي الأشخاص نحيفي الجسم ، القلق علي صحتهم ، خصوصا بعد اعتقاد بعض الاطباء ، بأن الدهون الداخلية التي تحيط بالاعضاء الحيوية للجسم مثل القلب والكبد وغيرها من الاعضاء الحيوية ، تشكل خطرا اكثر من الدهون الخارجية ، التي تتجمع تحت الجلد ونراها ويراها غيرنا ، وبرأي الاطباء اصحاب هذا الاعتقاد ، فأن تكون نحيف الجسم او ممشوق القامة لا يعني ان ليس في جسمك دهون، بل بالعكس، كما يقول الدكتور جيمي بيل من المعهد الملكي في لندن، فمنذ العام 1994 عمل الدكتور بيل وفريقه علي تصوير نحو 800 شخص بتقنية الرنين المغناطيسي بهدف التوصل إلي خارطة للدهون في الجسم البشري وتحديد أماكن هذه الدهون بشكل دقيق. وكان من بين المتطوعين للتصوير اشخاص نحيفو الجسم.

ويؤكد الدكتور بيل أن هذه الأبحاث التي أجراها مع فريقه من المعهد ،بيّنت بشكل بيّن أن لا علاقة لشكل الجسم بنسبة الدهون الموجودة فيه. فإذا كان من البديهي أن في جسم الشخص البدين الكثير من الدهون فإن الامر نفسه لا ينطبق علي الشخص النحيف او حتي الممتلئ. وان عدم كونهم بدناء لا يعني انهم يتمتعون بصحة جيدة.

ويقول الدكتور لويس تايكلوز رئس قسم أمراض القلب في مستشفي هاشنساك في نيو جرسي الأميركية إن كون شخص ما نحيف الجسم لا يعني أنه منيع ضد امراض السكري او القلب. بل ان الاشخاص الذين يتمتعون بكتلة بدنية مناسبة لعمرهم قد يدهشهم بأن في أجسامهم مخزوناً هاماً من الدهون يجعلهم عرضة لأمراض يعتقدون أنها تصيب البدناء فقط.

وبينت الصور المغناطيسية التي جمعها فريق المعهد الملكي أن في أجسام النساء اللواتي تمّ تصو يرهن، وبعضهن من العارضات الممشوقات القامة أو النحيفات نسبة 20? إلي 25% من الدهون، بينما هي في اجسام الرجال بنسبة 60 في المئة.

ووفقاً للدكتور بيل فان الاشخاص البدناء من الداخل معرضون لأن يصبحوا بدناء من الخارج ايضاً. فهؤلاء يتناولون السكريات والاطعمة الدهنية ولا يمارسون الكثير من الرياضة وكل ما في الأمر أنهم لا يأكلون ما يكفي من هذه الأطعمة ليصبحوا بدناء.

ويعتقد الأطباء أن الجسم البشري يخزن بشكل طبيعي الدهون حول الخصر أولاً ثم ينطلق الجسم في تخزين الكميات الأخري من الدهون في مختلف الأمكنة.

ويوصي الأطباء الجميع بالخضوع الي التصوير المغنطيسي للجسم لمعرفة أماكن تخزين الدهون فيه، وبالتنبه لخطر تخزين جسمهم من الداخل للدهون... إلا أنهم يطمئنون الجميع ايضاً ان الدهون الداخلية ليست عصية ويمكن حرقها بسهولة من خلال أنظمة الحمية والرياضة.